١٢‏/٠٤‏/٢٠٢٣، ٣:٣٨ م

في ذكرى استشهاده... قبسات من حياة وصي رسول الله ومكانة امير المؤمنين

في ذكرى استشهاده... قبسات من حياة وصي رسول الله ومكانة امير المؤمنين

تمرّ علينا اليوم ذكرى أعظم فاجعةٍ بعد فقد الرسول الأكرم محمد(صلّى الله عليه وآله)، ألا وهي ذكرى استشهاد يعسوب الدين وقائد الغرّ المحجّلين أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وزير رسول الله ووصيّه وخليفته من بعده على الخلق أجمعين، وذلك في الواحد والعشرين من شهر رمضان المبارك عام أربعين

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انها تُشير الروايات إلى أنّه في ليلة الواحد والعشرين أُغمِي على أمير المؤمنين(عليه السلام) ساعة، ثمّ أفاق فقال: هذا رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، وعمّي حمزة، وأخي جعفر، وأصحاب رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، وكلّهم يقولون: عجِّل قدومك علينا فإنّا إليك مشتاقون، ثمّ دار عينيه في أهل بيته كلّهم، وقال: أستودعكم الله جميعاً سدَّدكم الله جميعاً حفظكم الله جميعاً، خليفتي عليكم الله وكفى باللّه خليفة.

ثمّ قال: وعليكم السلام يا رسل ربّي، ثمّ قال: "لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ... إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ" وعرق جبينه، وما زال يذكر الله كثيراً ويتشهّد الشهادتَيْن، ثمّ استقبل القبلة وأغمض عينَيْه ومدّ رجلَيْه ويدَيْه، وقال: أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمّداً عبده ورسوله، ثمّ قضى نحبه (عليه السلام) وفاضت روحه الشريفة.

وا إماماه!! وا عليّاه!! وا سيّداه!!..

وارتفعت الصيحة.. فعلم أهلُ الكوفة أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) قد قُبض، فأقبل النساءُ والرجال يهرعون أفواجاً أفواجاً، وصاحوا صيحةً عظيمة، فارتجّت الكوفةُ بأهلها وكثر البكاء والنحيب، وكثر الضجيج في الكوفة وقبائلها ودورها وجميع أقطارها، فكان ذلك اليوم كاليوم الذي مات فيه رسول الله(صلّى الله عليه وآله).
قال محمد بنُ الحنفية: لمّا كانت ليلة إحدى وعشرين، جمع أبي أولاده وأهل بيته وودّعهم، ثمّ قال لهم: الله خليفتي عليكم، وهو حسبي ونعم الوكيل. وتزايد ولوجُ السمّ في جسده حتّى نظرنا إلى قدمَيْه وقد احمرّتا جميعاً، فكبر ذلك علينا وأيسنا منه. ثمّ عرضنا عليه المأكول والمشروب فأبى أن يشرب، فنظرنا إلى شفتَيْه يختلجان بذكر الله، ثمّ نادى أولاده كلّهم بأسمائهم واحداً بعد واحد، وجعل يودّعهم وهم يبكون، فقال الحسن: ما دعاك إلى هذا؟ فقال أميرُ المؤمنين: يا بنيّ إنّي رأيتُ جدّك رسول الله(صلّى الله عليه وآله) في منامي قبل هذه الكائنة بليلة، فشكوت إليه ما أنا فيه من التذلّل والأذى من هذه الأمّة، فقال لي: ادعُ عليهم. فقلت: اللهمّ أبدِلْهم بي شرّاً منّي، وأبدِلْني بهم خيراً منهم، فقال لي رسولُ الله: قد استجاب الله دعاءك، سينقلك إلينا بعد ثلاث. وقد مضت الثلاث، يا أبا محمد أوصيك ويا أبا عبد الله خيراً، فأنتما منّي وأنا منكما.
ثمّ التفت إلى أولاده الذين من غير فاطمة(عليها السلام) وأوصاهم أن لا يخالفوا أولاد فاطمة، يعني الحسن والحسين(عليهما السلام)، ثمّ قال: أحسن الله لكم العزاء، ألا وإنّي منصرفٌ عنكم وراحلٌ في ليلتي هذه، ولاحقٌ بحبيبي محمد(صلّى الله عليه وآله) كما وعدني، وقال لولده الحسن: فإذا أنا متُّ فغسّلني وكفّنّي وحنّطني ببقيّة حنوط جدّك رسول الله، فإنه من كافور الجنة، جاء به جبرائيل إليه، ثمّ ضعني على سريري، ولا يتقدّم أحدٌ منكم مقدّمَ السرير، واحملوا مؤخّره واتبعوا مقدّمه، فأيّ موضعٍ وُضع المقدَّم فضعوا المؤخَّر، فحيث قام سريري فهو قبري، ثمّ تقدّم يا أبا محمد وصلّ عليّ وكبّر عليّ سبعاً....

بعض فضائل أمير المؤمنين عليه السلام:

أولاً في القرآن الكريم

1- نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
عليٌّ أحد المدعوّين في مباهلة وفد نصارى نجران، إذ قال عزَّ من قائل: ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾. أولئك هم الذين اصطفاهم الله وانتخبهم رسول الله: عليٌّ وفاطمة والحسنان عليهما السلام، بهم خلَّد التأريخ حدثاً عظيماً يعدُّ إحدى معاجز الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.

وأجمع المفسِّرون على أنَّ المقصود من (أنفسنا) نفس محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونفس عليٍّ عليه السلام.

2- عليٌّ عليه السلام من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخاصَّته:
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليٌّ وفاطمة والحسنان عليهما السلام هم المدعوون بأصحاب الكساء الخمسة، والمشار إليهم بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرً﴾.

نزل الروح الأمين بهذه الآية المباركة، حينما جلَّل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً عليهم السلام بكساءٍ حبري، وغشَّاهم به، ثُمَّ أخرج يديه المباركتين فألوى بهما إلى السماء، ثُمَّ قال: "اللَّهمَّ هؤلاء أهل بيتي وخاصَّتي، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً".

3- القرآن الكريم يأمر بالصلاة على آل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:
ولمَّا كان الإمام عليٌّ عليه السلام من أهل بيت محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فله شأن في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمً﴾. وممَّا لا ريب فيه كانت هذه " الصلاة" من الواجبات في حال التشهد، لما ثبت بالتواتر حينما سألوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: كيف نصلِّي عليك يا رسول الله؟ فقال: "قولوا: اللَّهمَّ صلِّ على محمدٍ وآل محمدٍ، كما صلَّيت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمدٍ وآل محمدٍ كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم".

وفي هذا الشأن أنشد الشافعي أبياته الشهيرة التي أوّلها:
يا أهل بيت رسـول الله حبُّكـمُ***فـرضٌ من الله في القـرآن أنزله
كفاكــمُ من عظيـم الشأن أنَّكمُ***مَنْ لم يُصلِّ عليكم لا صلاة له

4- عليّ عليه السلام يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله:
تخلَّف عليٌّ عليه السلام يوم الهجرة ليبيت في فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويصرف الأعداء عنه، ويؤدِّي الأمانات إلى أهلها، حتّى تكتمل رسالة الإسلام المحمَّدية، فنزل فيه قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾.

5- عليٌّ عليه السلام وسورة الدهر:
لم يختلف أهل التفسير على أنَّ سورة "الانسان" أو "هل أتى" نزلت خاصَّةً في عليٍّ وأهل بيته عليهم السلام11، في قصَّة التصدُّق على المسكين واليتيم والأسير، ﴿فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ... إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورً﴾.

6- بعليٍّ كفى الله المؤمنين القتال:
في استبساله يوم وقعة الأحزاب قيل: إنَّ الآية المباركة: ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ﴾13 نزلت في الإمام عليٍّ عليه السلام. حتى أنَّ ابن مسعود كان يقرأ الآية: ﴿وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ﴾ بعليٍّ بن أبي طالب.

7- آية أولي الأمر

(يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُم)‏. وقد أجمعت كلمة أعلام الشيعة على نزولها في علي (ع) وأنها تدل بصراحة على وجوب طاعته.

8- آية الولاية

(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُون‏). والروايات متكاثرة من طرق الشيعة وأهل السنّة على أن الآيتين نازلتان في أمير المؤمنين علي (ع) لما تصدّق بخاتمه وهو في الصلاة، فالآيتان خاصتان غير عامتين.

فالآية المباركة دالة على ولايته (ع).


ثانياً: في الحديث الشريف:

1- أوَّلهم إسلاماً:
ومَنْ أصدق من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال لعليٍّ: "أنت أوَّل مَنْ آمن بي، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصدِّيق الأكبر، وأنت الفاروق تفرِّق بين الحقِّ والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكافرين".

2- أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دون غيره:
من يجهل حديث المؤاخاة، وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أنا أخوك وأنت أخي" فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يؤخِّره حينما آخى بين المهاجرين والأنصار إلّا لنفسه، ليكون أخاه ووارثه، يرث منه ما ورّثت الأنبياء من قبله.. فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي لم يكن له خطير ولا نظير من العباد وعليُّ بن أبي طالب أخوان في الدنيا والآخرة ﴿إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ﴾.

3- أحبُّ الخلق إلى الله:
ذات ليلة أُهدي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طير مشوي، فلم تطب نفسه أن يأكله وحده، فدعا ربَّه قائلاً: "اللَّهمَّ.. ائتني بأحبِّ الخلق إليك ليأكل معي هذا الطير" كان يتمنَّى أن يأكل معه أحبُّ الخلق إلى الله عزَّ وجلَّ لتتمَّ البركة ويعمَّ الفضل، وإذا طارق يحوم حول الباب، وكان هناك من يمنعه، يرجع ويعود يطرق الباب، حتى أذن له في الثالثة أو الرابعة، وإذا به عليُّ بن أبي طالب، ولمَّا رآه رسول الله قال: "ما حبسك عنِّي"؟! قال عليه السلام: "والذي بعثك بالحقِّ نبيَّاً إنِّي لأضربُ الباب ثلاث مرَّات ويردَّني أنس".

هكذا التقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع أحبِّ الخلق إليه والى الله على مائدة النور.

4- إلّا باب عليٍّ:
لمّا كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبواب شارعة في المسجد النبوي الشريف، أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسدِّ الأبواب إلّا باب عليٍّ عليه السلام فتكلَّم الناس في ذلك، فلمَّا بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قولهم، قام وخطب فيهم فقال: "أمَّا بعد.. فإنِّي أُمرتُ بسدِّ هذه الأبواب إلّا باب عليٍّ، وقال فيه قائلكم، والله ما سددته ولا فتحته، ولكنِّي أُمرتُ فاتبعته".

5- الذائد عن الحوض:
إنَّه صاحب حوض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة، يثبته قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "كأنِّي أنظر إلى تدافع مناكب أُمَّتي على الحوض، فيقول الوارد للصادر: هل شربت؟ فيقول: نعم، والله لقد شربت، ويقول بعضهم: لا والله ما شربت فيا طول عطشاه"20.

وقال لعليٍّ عليه السلام: "والذي نبَّأ محمَّداً وأكرمه، إنَّك لذائد عن حوضي، تذود عنه رجالاً، كما يذاد البعير الصادي عن الماء، بيدك عصا من عوسج كأنِّي أنظر الى مقامك من حوضي".

وفي رواية عن عليٍّ عليه السلام قال: "والذي فلق الحبَّة وبرأ النسمة، لأقمعنَّ بيدي هاتين عن الحوض أعداءنا، ولأوردنَّ أحبَّاءنا".

6-يحبُّ الله ورسوله ويحبُّه الله ورسوله:
أعلن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم خيبر أمام الأصحاب بقوله: "والذي نفسي بيده، لأُعطينَّ الراية غداً رجلاً يحبُّ الله ورسوله، ويحبُّه الله ورسوله، كراراً ليس بفرَّار، يفتح الله على يديه، فأرسل إليَّ وأنا أرمد، فتفل في عينيَّ وقال: اللَّهمَّ اكفه أذى الحرّ والبرد، فما وجدتُ حرَّاً بعدُ ولا برداً".

7-«أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب». «أنا دار الحكمة، وعليُّ بابها».

أجمعت الشيعة على تواتر حديث مدينة العلم وصرّح بعض كبار علماء السنّة بحسنه، ومنهم من صحّحه كمحمد بن جرير الطبري، والحاكم النيشابوري، والخطيب البغدادي، وجلال الدين السيوطي، وقد أدرج صاحب كتاب الغدير[٤] قائمة تضم إحدى وعشرين محدثاً من محدثي أهل السنة بين محسن للحديث ومصحح له.

8-منزلة علي عليه السلام من النبي (ص) كمنزلة هارون من موسى

وقد تواترت الآثار عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي » ، فاثبت جميع ما كان لهارون من المنازل لعلي عليه السلام غير النبوّة .

أخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وابن سعد وابن عساكر وابن عدي وأبو يعلى والبزّار وأبو نعيم والطحاوي وابن حبان والطبراني والنسائي وابن أبي عاصم والبغوي والتبريزي والخطيب والدارقطني وابن مردويه والجويني وابن المغازلي والحسكاني وغيرهم عن سعد بن أبي وقّاص قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ : « أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي ».

9-علي مع الحق والحق مع علي

عن أبي ثابت - مولى أبي ذر - قال : دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي ، وتذكر عليا ، وقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : علي مع الحق ، والحق مع علي ، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض يوم القيامة
تاريخ بغداد 6/ 313 .

10-أقضاكم علي

كان عليّ بن أبي طالب عليه السلام أقضى الأمّة بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، والأحاديث الواردة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله في الإشادة بقضاء خليفته عليّ عليه السلام كثيرة ومتواترة ، وقد وردت بألفاظ متعدّدة ، فمنها قوله صلّى الله عليه وآله : أقضى أمّتي عليّ (2) ، أو قال صلّى الله عليه وآله : أقضاكم عليّ .

قال الموفّق بن أحمد الخوارزميّ الحنفيّ في مناقبه : الفصل السّابع في بيان غزارة علمه ، وأنّه أقضى الأصحاب ، ونقل من أساتذته في هذا الفصل اثنين وأربعين حديثاً.

11- من كنت مولاه فهذا علي مولاه

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي في حجة الوداع : " . . . من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيثما دار ، اللهم هل بلغت " .

يقول ابن حجر : " إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه . . . ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن رده . . .
ويقول كذلك " إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه جماعة - كالترمذي والنسائي وأحمد وطرقه كثيرة جدا ، ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته . . . وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن رده
ابن حجر الهيثمي : الصواعق المحرقة - ص 42 - 44 .

هذه بعض الفضائل وهي كثيرة جدا لم نستطع ايرادها هنا والتي ذكرها أهل المناقب والسير، في حقِّ أخي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ووصيِّه، ووزيره، وأمينه، وخليفته من بعده على أُمَّته.

المصدر : مواقع اسلامية

رمز الخبر 1932232

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha